free log

أغرب 10 نظريات قيلت حول الأرض


وَضع النظريات والإيمان بالمعتقدات، هما أمران من أسهل ما يمكن للمرء فعله في حياته دون أي عناء يُذكر، فبعض الأشخاص تتلخص هوايتهم في الجلوس بجوار مدفأتهم شتاءاً، برفقة غليون مُشتعل، مُفكرين في الكون بطريقتهم الخاصة، محاولين إيجاد طريقاً أو وسيلة سهلة تقنعهم بما يؤمنون به وما يعتقدون.
لكن ما يزيد الأمر غرابة بالفعل، هو أن بعض واضعي تلك الفرضيات و النظريات التي تبدو غريبة وغير منطقية، هُم علماء كِبار معروفين أبدعوا في مجالات العلم حقاً، إلاّ أنني لا أدري من أين يأتون بتلك الأفكار العبقرية ؟
حسناً، في هذا السياق الغريب، هناك بعض النظريات من أغرب النظريات التي قيلت عن الأرض، وتعددت في الآتي..

نظرية الأرض المسطحة

صورة تخيلية للأرض فيما لو كانت مسطحة



لا يخفى على بال أحد هذا التصور الذي لازال سائداً في بعض المجتمعات ” المثقفة “، ويؤمن به فئة كبيرة من الناس إلى الآن. كان هذا الاعتقاد سائداً في الحضارات القديمة مثل اليونانية حتى الفترة الكلاسيكية، والعصور البرونزية، والحديدية، والهند والصين حتى القرن السابع عشر.

في الحقيقة، هناك أشخاص أخذوا الأمر على محمل الجد والاقتناع حتى في القرن العشرين. كان من ضمن هؤلاء المؤمنين رجل يدعى ” سامويل شينتون ” الذي أسس ” جمعية تسطح الأرض “، في العام 1956 م، لبحوث استواء الأرض.

كانت أشهر مقولاته التي حاول من خلالها إثبات النظرية، قبل إطلاق الاتحاد السوفيتي أول قمر صناعي باسم ” سبتينك “، أجاب سامويل نفسه قائلاً: هل الإبحار حول جزيرة وايت، سيُثبِت أنها كروية ؟ نفس الشيء بالنسبة لهذه الأقمار.!

في عام 1980 م أيضاً، أحد أعضاء تلك الجمعية يدعى ” تشارلز جونسون ” يحتذي حذو سابقه، قام بنشر بحث له في مجلة ” Science Digest “، قال فيه أن الأرض لابد أن تكون مسطحة، لأنها لو كانت بخلاف ذلك، سيتحتم على المياه الموجودة في بحيرة تاهو أن تكون منحنية، لأنه لم يجد أي انحناءات بعد دراسات مطولة في تلك البحيرة.

نظرية الأرض المقعرة

تصور للأرض المقعرة
تعتبر تلك النظرية مصاحبة للنظرية الأولى، ولا تختلف كثيراً عنها، حيث ادعى البعض أن الأرض مقعرة و بدورنا نعيش نحن داخلها. كان من المؤيدين لتلك الفرضية، عالم رياضيات مصري يدعى “مصطفى عبد القادر” الذي رسم خرائط توضيحية، وكتب بضع ورقات يثبت فيها ذلك!

في القرن العشرين، قام العديد من الكتاب الألمان مثل “بيتر بيندر” و “يوهانس لانغ” و”كارل نيورت” و”فريتز براون”، بنشرت أعمال تتضمن فرضية الأرض المجوفة، أو ” Hohlweltlehre “. يقال أن أدولف هتلر كان متأثراً كثيراً بفكرة أن الأرض جوفاء – مقعرة، فأرسل رحلة استكشافية تحت ذلك التبرير في محاولة فاشلة للتجسس على الأسطول البريطاني، واضعاً كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء في تلك المهمة.

نظرية الأرض المجوفة

تصور لنظرية الأرض المجوفة ونشأة الشفق القطبي من داخلها
خلال القرنين السابع عشر، والثامن عشر الميلادي و خلال عام 1692 م، اقترح ” إدموند هالي” نظرية حاول من خلالها تفسير و شرح القراءات الشاذة للبوصلة. تنص النظرية على أن الأرض تتكون من قشرة جوفاء، سُمكها حوالي 800 كم، وقشرتين داخليتين، و قشرة واحدة أخرى أساسية هي القشرة الأعمق من سابقاتها، بطول قُطري مساوياً تقريباً لأقطار الكواكب ” الزهرة والمريخ وعطارد” مجتمعة.

تلك القشرتين لهما غلاف جوي، ومجال مغناطيسي خاص لكل منهما، و تدور تلك المجالات بسرعات مختلفة، كما أن الغلاف الجوي الداخلي للقشرتين مضيء، و يُمْكن أن يكون مأهول بسكان أصليين أيضاً. و عزى ظهور الشفق القطبي لما يعتقد أنه غاز متسرب من تلك الطبقة المأهولة. للعلم فقط، هذه تعتبر أغرب نظريات إدموند هالي.
تصور للأرض المجوفة بفتحتين كبيرتين عند القطبين، وتتوسطها شمُسنا المضيئة
و في القرن التاسع عشر عام 1818 م، اقترح “جون كليف سيمس” الابن أيضاً، أن الأرض تتكون من قشرة جوفاء سُمكها حوالي 1300 كم، مزودة بفتحات عند القطبين اتساعها حوالي 2300 كم، مع أربع قشور أخرى داخلية للأرض منتهية عند فتحات القطبين.

اعتقاد Geoterrapinism

صورة توضح ذلك الاعتقاد الغريب
ببساطة هذه مجرد فرضية بُنيت على أسطورة قديمة في القرن السابع عشر، من رجل يدعى” جاسبر دانكاريست” نقلها على لسان السكان الأصليين لأمريكا قديماً. تقول هذه الأسطورة أننا وعالمنا هذا كله نعيش على ظهر سلحفاة عملاقة هائمة في الفضاء.  الغريب أن تلك الفرضية لا زالت سائدة في ثقافات بعض مناطق الصين والهند إلى الآن.
ينتابني الفضول حقاً لمعرفة نتائج التشريح لعقول قد تقتنع بشيء كهذا!

نظرية يموريا وأتلانتس

تصور لجزيرة يموريا المفقودة
بدأ التساؤل حول احتمالية وجود هذه الجزيرة المفقودة، من رجل يدعى ” فيليب سكلاتر “، الذي وجد نفسه يتساءل: لماذا هناك تشابه بين حفريات يمور ” نوع من القردة “، في الهند و جزيرة مدغشقر، ولا توجد في أفريقيا أو أماكن أخرى ؟

فقال أنه ربما كانت هناك كتلة يابسة عملاقة من الأرض واقعة في المحيط الهندي والهادي تربطهما ببعضهما، إلاّ أنها اختفت حالها كحال ” أتلانتس ” المفقودة، وسماها بنفسه ” يموريا ” تيمناً بالحفريات التي وجدها.

نظرية تعاقد أو انكماش الأرض

صورة للأرض المنكمشة كما درسها واضع النظرية
قبل اعتماد مفهوم نظرية الصفائح التكتونية التي تشرح ماهيّة الأرض، وحركة الغلاف الصخري لها، وضُعت نظريات عديدة وغريبة عن الأرض. حيث وضع جيمس دوايت دانا نظرية تدعى ” geophysical global cooling “، التي تنص على أن الأرض كاملة كانت في حالة منصهرة،  ثم حدث لها حادثة تبريد ضخمة وشاملة لأجزائها الداخلية، أدى ذلك لتعاقدها أو انكماشها.

وبالطبع ما يحدث في باطن الأرض، ينعكس دائماً على السطح، فكانت نتيجة ذلك الانكماش_وفقاً للنظرية_أدى ذلك لتكون التضاريس وأبرزها الجبال.

نظرية توسّع الأرض


صورة لأطوار توسع الأرض وفقاً للنظرية !
تبدو تلك النظرية مترابطة بشكل ما بسابقتها، فهي توضح أن الأرض كانت كرة صغيرة منكمشة على بعضها، ثم حدث لها توسع ملثما يحدث للكون حولنا. كان لظهور نظرية الصفائح التكتونية عام 1970 م، والاعتراف بها رسيماً مُجْملاً.

الفضل في دحض مثل تلك النظريات الغريبة، و توضح نظرية الصفائح التكتونية بخصوص هذه المعضلة، أن القشرة الأرضية هي التي تتحرك وليس حجم الأرض هو الآخذ في التوسع.

نظرية الأرض ثابتة

صورة لتصوّر الأرض الثابتة
منذ قديم الأزل وظل الناس في تخبط بين أي منهما المركز، الأرض أم الشمس؟ ، هل تدور الأرض حول نفسها أم أنها ثابتة ؟ فوضعت العديد من النظريات الوهمية من علماء كبار، و رجال دين. لكن تلك النظريات دُحضَت حين أثبت العالم ” جاليليو ” أن الشمس هي المركز، والأرض تدور حولها وحول نفسها في آن واحد، كان ذلك سبب موته الذي ندم عليه جلاّدوه لاحقاً.

و بكل أسف لا زالت إلى الآن تلك النظرية من عقود مضت سارية المفعول في بعض المناطق من العالم الحديث، في عامل جديد يدفعك للعجز والمرض.!

نظرية مكعب الوقت

جون راي صاحب النظرية
رجلٌ غريب الأطوار يدعى ” جين راي “، وضع نظريته الخاصة التي سمّاها ” مكعب الوقت “عام 1997 م. تنص النظرية في اعتقاده، أن كل ما نفكر فيه باعتباره قواعد فيزياء نحن مخطئون تماماً بشأنه، و أن اليوم الواحد هو في الواقع أربعة أيام مختلفة يحدثون جميعاً نفس الوقت.

بمعنى، أنه يرى أن الأرض تتكون من أربعة نقط زمنية متساوية، وذلك بسبب تغير أطوار اليوم من شروق، وغروب، و وقت ظهيرة، و قدوم ليل. وهو التفسير المنطقي الوحيد من وجهة نظره، فهو لا يعتبر أن لدوران الأرض تأثير في اختلاف أطوار اليوم.

نظرية الانفعال التكتونية

الدكتور ميشال بيروسينجر
قام الدكتور “ميشال إي بيرسينجر” أستاذ جامعي وباحث علم الأعصاب الإدراكي عام 1975، بوضع نظرية الانفعال التكتوني ” TST “، لإيجاد طريقة ما تربط بين المتغيرات الجيوفيزيائية الطبيعية، على سبيل المثال ” الزلازل والبراكين “، و مشاهدة الأجسام الطائرة المجهولة.
يقول بيرسنجر..

تلك الانفعالات أو التوترات داخل القشرة الأرضية بالقرب الفوالق الأرضية، تُنتِج حقول كهرومغناطيسية مُكثفة، التي بدورها تصنع أجسام متوهجة يمكن أن يفسرها البعض على أنها أجسام غريبة طائرة.

أيضاً يقول بيرسينجر: تلك الحقول الكهرومغناطيسية تولد ما يسمى بـ” هلوسة في الفص الصدغي “، مما يدفعُنا لمشاهدة تلك الأضواء الغريبة. الجدير بالذكر أن أشهر الأضواء المرئية مجهولة المصدر، هي تلك التي تُرى في مدينة ” هيسدالين ” في النرويج.
أضواء هيسدالين المجهولة في النرويج
باحث آخر يدعى ” بول دفريوإكس “، اقترح نموذج مماثل لكنه يذهب إلى أبعد من تصور بيرسينجر، حيث زعم أن تلك الهالات الضوئية قد يكون لها نوع من الذكاء الخاص، تستطيع من خلاله قراءة عقول وأفكار الأشخاص.

نقش فلاماريون


هذا أغرب تصور قيل في سطحية الأرض، حيث كان يُعتقد أن الأرض مكان شاسع مسطّح، مُحاط بقبة شفافة ألا وهي السماء. وحمداً لله أن ذلك التصور دُحض مع غيره من الادعاءات والنظريات، و” الترهات ” إن صح التعبير التي قيلت بشأن هذا الخصوص، حين وضع الفلكي اليوناني فيثاغورس نموذج لكروية الأرض في القرن السادس قبل الميلاد.

أخيراً.. المؤذي نفسياً حقاً، أنه إلى الآن لا زال هناك جدلٌ واسع في معظم الأوساط المجتمعية حول نظريات تتعلق بالأرض، أبرزها تسطحها، وثباتها. جدل لا رحمة فيه حيث أنه يرتبط دائماً بالمعتقدات الدينية للمؤمنين به، فكل ما عليك فعله هو الابتعاد عن هذه الترهات، أو إيجاد وسيلة لإقناعهم عكس ذلك، لكن حافظ على صحتك وعقلك خلال ذلك.


الابتساماتEmoticon